____________ _________ _________ _________ _________ _________ __
ستوُن عاماً ونحن في ملاجئ العذاب
ستون عاماً والعالم يَحسُبنا نوعا من الذئاب
ستون عاماً ونحن في مقالاتِ الكتاب
ذاك ينصرنا وآخر ينعتنا بالكلاب
ستون عاماً ونحن نحمل الحِراب
ونحن نسف التراب
على أبواب السفارات والأحزاب
ستون عاماً ونحن رُفقاء الخراب
فقد ملت منا الحراب
ومل منا التراب وأشفق علينا العذاب
وبكت علينا سنابل القمح والأهداب
ستون عاما وانأ أطلب منهم أن يعيروني بندقية
ستون عاما وأنا أقرأها في أعينهم نُريدك في الصفوف الأمامية
تحارب عنا فأنت الأحكام العرفية
ستون عاماً وأنا أبحث عن جُرم اِرتكبته
سكنت القبور
دفعت أغلا المهور
وفي النهاية منبوذ كأنفلونزا الطيور
ستون عاماً وأنا أرافق الريح
على أبواب المطارات
أسمع قبل أسمي فَلسطينيتي
مُرحل أو مُعتقل
أسأل لماذا يُقال أنت لعنة من السماء
لا نُريدك في أرضنا لأنك تُشعِرُونا بعجزنا
ستون عاماً وأنا رقم في كرت التموين
أصحو وأغفو على أصوات المزاريب
في مخيم لِلاجئين
صرت ثائر
صرت مغامراً
أصبحت حائراً
احترفت ما لم يُحترف
كَتبت صفر التاريخ بدون أحرف
تقبلت وضعي دُونما تأفف
وضعت أرقامي وأسمائي على الأرفف
ونزلت لأكتشف من أين تُؤكل الكَتف
تنبهوا لي وأعطوني كُل الجوازات
وفتحوا أمامي طلبات الهجرة والإغراءات
وشُيدت بأسمائي الشركات
وعرفت بأسمائي الشوارع والمتنزهات
ستون عاماً وهم يرددوني في الحفلات كأغنية
وعندما يقفل الستار عند المساء أُضرب بالأحذية
لا يا أشقائي عظامي ليست قيثارة
ودمائي ليست قنديلاً
وآهات الثكلى ليستْ سيمفونية
يا أشقائي هَل ستعيروني البندقية
أما ستصمتوا على قتلي لتكمِلوُا الأُغنِية
.